إعلان

من مصر والأردن وسوريا.. شباب يرسلون محبتهم لقناة "سبيس تون" في عيدها الـ18

07:03 م السبت 31 مارس 2018

سبيس تون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

يخلق الصغار أزمنة افتراضية يعيشون فيها، هي مساحة الأمان التي يصنعونها كملجأ بعيدًا عن سلطة الكبار. كانت برامج الأطفال هي الدافع وراء تلك العوالم المُتخيلة، وحين يُذكر "الكارتون" تُذكر قناة سبيس تون التي تحتفل هذا الشهر بعيدها الثامن عشر.

18 عاما مرّت على تأسيس قناة سبيس تون للأطفال، التي انطلقت في مارس من عام 2000، أجيال تربّت على قناة الأطفال الأشهر في الوطن العربي، زرعت فيهم قيمًا ومحبّة تسع العالم، تلك الأجيال التي انتقلت إلى عالم الكِبار، لم ينسوا سبيس تون، حملوا داخلهم قصصها المُلونة وأصوات أبطالها وأناشيد مُغنيها، صارت طاقة نور تُضئ لهم آخر النفق.

تعلّقت عينا الصغيرة أول ما تعلقت بقناة سبيس تون، حينها كانت سارة مُحمد مواليد 1992، بعمر الثمانية. تتذكر جيدًا البدايات "مكنتش قناة مستقلة، كانت بتيجي على قناة البحرين، وليها عدد ساعات محدد"، تابعتها حتى أصبحت قناة منفصلة "بقت تيجي ست ساعات وبعدين 24 ساعة، لحد ما رجعت بقت 12 ساعة"، تعتبر سارة نفسها من أوائل المُتابعين المُخلصين لسبيس تون على وجه الأرض.

بينما كانت تتابع سارة القناة منذ البداية، لم تسنح الفرصة لعمر مُسلم، مواليد 1990، بمشاهدتها سوى بعمر الـ12، حينما غزت أطباق الدش مدينته حلب السورية، أحبّ الصبي برامج مثل جزيرة الكنز وروبن هود وبوكيمون، احتلت تلك القصص مكانة بقلبه " حبيت الغموض والإثارة ببوكيمون وجزيرة الكنز، ومشاعر الصداقة بروبن هود".

كذلك في سن صغير تابعت ندى القصبي القناة، مواليد 1993، تتذكر كيف شعرت بحُب تجاه المحقق كونان، خُيّل إليها أنها ستتزوجه يومًا ما. وبصحبة شقيقتها شاهدت الحديقة السرية وساندي بل، تلك العوالم التي عاشت داخلها ندى كان لها بالغ التأثير، تتذكر كيف استغرقت هي وصديقتها في حُب كارتون سابق ولاحق "وكنا بنتساءل هل هينفع نتجوزهم في الجنة". أمّا سارة فكانت تنتظر رحيل زملائها من معمل الكومبيوتر حتى تجلس أمامه مُنتظرة إياه أن يضئ "كنت مصدقة إنه لما ينوّر هدخل عالم أبطال الديجيتال".

دومًا ما كان عالم الأطفال محكوم من الأهل، ساعات مُشاهدة محددة هو ما اتفقت عليه والدة سارة مع صغارها، كذلك مُساومات لمشاهدة برامج الأطفال مقابل فعل ما تطلبه الأم من سارة، وكانت هناك بعض المُغامرات التي خاضتها سارة برفقة أخواتها لتفادي عقاب الأم "كانت لما تنزل نفتح نتفرج وحد يقف على الباب يراقب ماما جت ولا لا"، مع ذلك كانت هناك أوقاتًا تُجمع سارة مع أمها أمام سبيس تون "كانت ماما بتتفرج ساعات معانا على كونان وريمي، وممكن نتأثر ونعيط مع بعض".

تلامس سبيس تون ذكريات عديدة بذهن مُسلّم، منها الصراعات الصغيرة داخل المنزل بين فتى وحيد وشقيقاته، حيث تُقسّم سبيس تون برامجها بين ما أسمته كواكب "أكشن وزمردة والضاحك وغيرهم": "كان فيه حساسيات طفولية، زي ايه هو أجمل كوكب، طبعً كان كوكب زمردة كوكبهم المفضل"، كذلك يتذكر الشاب بكائه حينما تنقطع الكهرباء أثناء المشاهدة "كمان كانت لنا محاولات لتقليد الشخصيات بالمدرسة".

وبفضل سبيس تون كوّنت سارة أصدقاء افتراضيين من أنحاء الوطن العربي، ما إن أتاحت القناة شريط التعارف الذي يبعث من خلاله المُتابعين بطلباتهم "كنت اتصاحبت على كونترول واحد واتنين" تقول بضحك.

أكثر ما ميّز قناة سبيس تون هو الأغاني، أصوات مثل رشا رزق وطارق العربي طرقان، ظلّت رفيقة مراحل حياتهم المُختلفة، دومًا ما يستحضرها طارق أبو عوض، ففي جامعته بالأردن كُلما شعر بالضغط يُشغلها "ممكن أقعد أسمعها أربع أو خمس ساعات ورا بعض بتعطيني شعور مريح". بالنسبة لعمر فإنه يستدعي خلال عمله بمنظمة لدعم اللاجئين أغنية هزيم الرعد أو أكاديمية الشرطة.

تحفظ سارة أغاني القناة عن ظهر قلب، تتذكر الشارات حسب حالتها النفسية، إذا كانت بمأزق مع أصدقائها "بفتكر عهد الأصدقاء"، وخلال عملها في مجال الإعلامي يشغل ذهنها أغنية المحقق كونان، وفي حالة شعورها بالظلم تجاه قضية ما تذكر أغنية المقاتل النبيل، أما أغنية هاكونا ماتاتا من كارتون تيمون وبومبا فهو مبدؤها في الحياة "انسي الماضي اللي يغيظ"

كبُر الصغار، لم يعد يومهم ينقسم بين الواجبات المدرسية ومشاهدة برامج الأطفال، أصبح في عرفهم ما يسمى بالمسئولية، كما أنهم صاروا يتعاملون دومًا مع واقع خشن لا يهتم بالقلوب المرهفة، مع ذلك تظلّ سبيس تون مصدر البهجة والفُرجة عن النفس، بعين ناضج يراها عمر كأول تجربة ديمقراطية ناجحة ومستمرة في العالم العربي "فكرة الكواكب وتنوع الاختيارات وارضاء جميع الرغبات الطفولية كان انجاز عظيم من القناة"، ربّت سبيس تون داخل نفس عمر خيارات أوسع مما يضيق به العالم الحقيقي.

أما سارة فاتخذت من القناة وسيلة للتواصل، كّلما تعرفت على شخص جديد تُحاول ربطه بإحدى شخصيات الكارتون، في إحدى سفريات عملها بلبنان، اجتمعت مع أفراد من جميع أنحاء الوطن العربي، أثناء فاصل راحة بين اجتماعات عدّة رأت شخص يُشبه كابتن بسام ، أحد شخصيات كارتون كابتن ماجد، لم تطق سارة صبرًا على ذلك الخاطر "رحت قلتله، وضحك جدا، كنا حوالي 12 واحد والناس اتلمت وكل حد يسألني أنا شبه مين، في الآخر طولنا البريك وغنينا سوا أغاني سبيس تون".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان