رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد زفاف الدقهلية

«عبدة الشياطين» والماسونيين.. تاريخ أسود وواقع مخيف

عبدة الشياطين
عبدة الشياطين

ستائر سوداء رسم عليها أوجه مخيفة يسقط من عينيها الدم، بجانب رسومات لجماجم بشرية ورموز غريبة، شباب داخل هذه الصورة المرعبة يقومون باستعراضات تبث الفزع والخوف يمسكون بطفايات حريق وأنابيب غاز تطلق ألوان عدة متداخلة، تلك كانت اللوحة المرعبة التي عاشت داخلها ضحية فرح الدقهلية ميادة مع بقية المعازيم، وذلك قبل وفاتها عندما أطلق أحد شباب عبدة الشيطان الراقص في الفرقة الموسيقية الشيطانية تلك لإحدى الطفايات على بعد مسافة بعيدة لتصطدم بميادة وفتاة أخرى تصيبها بكسور خطيرة في الجمجمة، و تغرق ميادة ساقطة في دمائها، وسط زهول الحضور، ثم تزهق روحها بعد دخولها المستشفى بساعات.

صورة من فرح الدقهلية

استنكر آهالي قرية الدقهلية تلك الفرقة الغريبة التي جاءت وقد اتشحت جميعها بزي موحد وظهر عارياً الجزء الأعلى من جسمهم،  ليؤدوا رقصات مخيفة في الفرح، وسط الكثير من الديكورات الأكثر رعباً التي ذكرناها سالفاً.

والحقيقة أن تلك الواقعة جعلتنا نعود للحديث عن من يسموا بعبدة الشيطان، والذين ينبثق منهم من يطلق عليهم كذلك أفراد الماسونية، وذلك بعد توقف المجتمع عن الخديث عنهم لسنوات وتحديداً منذ أن تم القضاء على جزء،منهم في مصر الذي كان يتخذ من قصر البارون مقراً لاجتماعاتهم وحفلاتهم المشبوهه،  بعد التدخل الأمني،  وذلك قبل تجديد القصر.
أسطورة لا تنتهي من الجنس وزنا المحارم

فعبدة الشيطان ليسوا مجرد شباب يقومون باستعراضات مخيفة، ولكنه مفهوم لواقع لأسطورة شريرة لا تنتهى من الجنس الجماعى وزناالمحارم من شروط اعتناقها، وذبح الأطفال وشرب دمائهم ومعاشرة الحيوانات من وصايا الشيطان العشر، التي تعد من طقوس هذه الجماعة.

محاطين بها وبرموزها

واعتقد البعض أنها قد انتهت في مصر من قبل، إلا أن هناك شواهد تأكد عدم اختفاء هذه الظاهرة من المجتمع على الاطلاق بل زيادة تواجدها، فمن يشاهد أدقّ تفاصيل المجتمع إلى أضخمها، وهو يعلم جيداً الماسونية وقواعدها ورموزها يجد أننا محاطون بها في كل مكان،لذا ليس غريباً أن تلك الرموز التي ظهرت في فرح الدقهليه، ولم تكن كذلك الحركات التي أدت فيه هي حركات غريبة بل كثيراً منها أصبح هو الرقص المعتاد للعديد من الشباب والفتيات والذي يبث من خلاله الطابع الماسوني دون أن يدروا،  فما هم إلا مقلدين للثقافات الأجنبية التي زرعت الماسونية بعالمنا العربي أملاً أن تسيطر هذه الحركة على العالم كما تتوعد.

و«عبادة الشيطان» كما أرجعها البعض فهي تعود إلى عصور ما قبل الميلاد فبعض المؤرخين أرجعوا نشأتها إلى القرن الأول الميلادى عند جماعة سميت «الغنوصيين» وذكر عن هؤلاء أنهم كانوا يشركون بالله ويعبدون الشيطان معه، وكأنه مساو له فى القوة والعظمة والسلطان، وبعد ذلك بدأت جماعة أخرى تدعى «البولصييين» فى الظهور، وهم تلك الجماعة التي كسرت فكرة الإشراك تماما، وبدأوا طريقهم نحو الكفر والإيمان بالشيطان وحده وكأنه القوى العظمى والكبرى، وهو خالق كل هذا الكون وأن «الله» هو مجرد منافس له على السلطان ولا يستطيع أن يهز عرشه.

ثم اختفت هذه الديانة بعد العصور الوسطى، وعادت لتأخذ شكلها واسمها الأخير «عبادة الشيطان» التى ظلت عليه حتى الآن ففى الإنجليزية «Satanism» هذا التعبير هو الرمز إلى من يعبد الشيطان، وهذا ما قصده مؤسس هذه المنظومة «أنطون لافى» ووضع رمزه المعروف 666.

كذلك ظهرت بعضاً من معالم هذه الديانة أثناء الحرب الصليبية، وذلك عندما استعانت جيوش الغرب بمجموعات من الجنود تحت مسمى «فرسان هيكل» وكانوا يرتدون ملابس خاصة ويضعون أقنعة مخيفة على وجوههم، لكن تحطمت أسطورتهم بعد أن هزمهم صلاح الدين سنة 1118 م.

منظمات عالمية تدعمها

وانتشرت منظمات شيطانية لعبدة الشيطان فى العالم بتدعيم مادى غير معلوم المصدر، كمنظمة «ONA» فى بريطانيا، و«OSV» فى أيرلندا، و«معبد ست» فى أمريكا، و«كنيسة الشيطان» وهى أكبر وأخطر هذه المنظمات، وأسسها الكاهن اليهودى «أنطون لافى» سنة 1966، ويقدر عدد المنتمين إليها 50 ألف عضو، ولها عدة فروع فى أمريكا وأوروبا وأفريقيا، وأثبتت الأحداث من التسعينيات.

منهجهم الإنجيل الأسود ووصاياه العشر

يلجأ المنتمون إلى هذة الطائفة "عبدة الشيطان" إلى الاعتماد على مايسموه بالإنجيل الأسود،  والذي ابتدعه كاهن يسمى « ليفى» مؤسس الجماعة والمؤسس لكنيسة الشيطان «بسان فرانسيسكو»، وهو كتاب ينظم العلاقات فيما بين المنتمين للطائفة، كما يعتبر بمثابة مرشد ودليل على قواعدهم ونهجهم ومعتقداتهم، ويحتوى على نصوص وكلمات بعينها مثل التعاويذ الخاصة بإحضار الشيطان بجلساتهم، إضافة إلى تضمنه لبعض النصوص التى توهم أن المنتمين إلى عبدة الشيطان موهوبون ومبدعون، وليسوا منحرفين، ولكنهم يمارسون الحياة من غير قيود أخلاقية، فالأخلاقيون أفسدوا الحياة وآن أوان التخلص من الأخلاق، لأنها عنصر معوق وليست عامل دفع وترقية.

كذلك يوضح أيضاً «انجيلهم الأسود» أن للجماعة نظاماً وتدرجاً تعليمياً، فبعضهم أمير وآخرون منتمون، وبعضهم أمير مجموعة، والأعلى من ذلك من له اسم الشر، والذى يفوقهم جميعاً فى الدرجة من يطلق عليه الشر الأعظم.


وباسم هذا الكتاب تمارس الجماعة فى كل جلسة الجنس الجماعى، ففى بداية الجلسات يتعاطون المخدرات حتى يفقدوا وعيهم، ثم يتعرون ويستبيحون الأعراض، ويمارسون الجنس المشاعى واللواط، وكله بتعاليم هذا الكتاب الأسود ويحمل المنتمون إلى هذه الديانة وصايا الشيطان على رؤوسهم، فهى بالنسبة لهم المنهج الرسمى الذى يبنون على أساسه حياتهم، ولهذه الوصايا نص ثابت يترجم حرفيا إلى جميع اللغات يتضمن حب اللذات وممارسة الشهوات والابتعاد عن الزواج والإنجاب والحب على أساس أنه ضعف ولا يليق بالشر الأعظم، كما يحتوى الكتاب على تعاليم بعينها نلخص بعضها فيما يلى «اقتل ما رغبت فى ذلك، امنع البقرة من إدرار اللبن، أجعل الآخرين غير قادرين على الإنجاب، أقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم، اشربوا دم الصغار واصنعوا منه حساء، أخبزوا فى الأفران لحومهم، اصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب»، "لا تتزوج ولا تنجب وانغمس فى اللذة،" اتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجودا حيوياً"،  "أطلق العنان لأهوائك وانغمس فى اللذة"، الشيطان يمثل الحكمة والحيوية غير المشوهة، التى لا خداع فيها للنفس، ولا أفكار فيها زائفة سرابية الهدف، " أفكار الشيطان محسوسة ملموسة ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل فى النفس والجسم فعل الترياق، والعمل بها فيه الشفا.

وشرب دماء الأطفال من طقوس استحضار الشيطان لدى تلك الجماعة، ولم تتوقف طقوسها عن ذلك وعن تناول جرعات زائدة من المخدرات ونبش القبور وزنا المحارم وحسب، بل إنها مجرد بداية تؤهل هؤلاء الأشخاص إلى ما هو أكثر مجونا، فبعد أن يصل الفرد إلى مرحلة اللاوعى والانتماء والإيمان الكامل للشيطان هنا تبدأ حفلات استحضار الشيطان، والتى عرفت بشكلين «القداس الأسود» و«القداس الأحمر» ولكل منهما طقوس، خاصة منها من يميل إلى شرب الدماء، ومنها يتخذ من ذبح الأطفال وسيلة لاستحضار الشرير.


ويعتبر الغرض الرئيسى عند هذه الديانة منذ نشأتها وحتى الآن هو التمتع بكل اللذات بدون أى قيود، وإشباع الغريزة الجنسية هو على رأس قائمة هذه الشهوات واللذات، ولم يتم ذلك إلا من خلال ممارسة الجنس بكل صوره وكل أشكاله مهما كانت، حتى إن تطلب الأمر ممارسة العلاقات الجنسية مع الحيوانات.
 

فليس لديهم أى مشكلة فى الإتيان بالكلاب والأبقار والحمير وممارسة الجنس معها، ولم يتوقف الأمر عند هذا فحسب إنما أيضا يلجأ البعض لإقامة علاقة شاذة مع جثث الموتى، كذلك الانحرافات الجنسية المختلفة مثل اغتصاب النساء والأطفال، واللواط وممارسة المثلية، كما يؤمن أفراد هذه الطائفة بإباحة كل أنثى لكل ذكر، ويميلون إلى زنا المحارم وكلما كانت الحرمانية أكبر كلما كان أفضل بالنسبة لهم، وكل ذلك لا بأس به طالما سيشبعون رغبتهم الجنسية.


صفحات إليكترونية على "الفيسبوك" لعبدة الشياطين

في"الدستور" حاولنا التعرف على ما يصدره هؤلاء من أقوال خلال بعض المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي التي حملت بعض اسماء اطلقوها على مقدسهم "الشيطان"، فجاءت منشورات هذه الصفحة تحمل عبارات مثل "انتم نبيكم محمد ونحن رسولنا أزفير.

 

وعبارات يوضح فيها أن كل ادمن الصفحة شباب ويطلب مسئول الصفحة الرئيسي" التحدث بالفصحى لأن  هناك لهجات كثيرة غير مفهومة، خاتماً حديثه ب ليحيا  الشيطان ويحكم للأبد.


عبارة أخرى مثل "الليلة هي ليلة عظيمة الشأن احضر شمعتك السوداء ومحرقتك واكتب صلاتك وادع الرب ابليس ليعطيك ماتريد،" نحن الآلهة في الأرض عما قريب ستعلمون من هم عبدة الشياطين"، وفي منشور آخر، على ذات الصفحة كتب "اللليلة سيتم الطقس السادس، وهو"نكاح الذكور".

 

وأخرى مثل" من يريد أن يصبح من العبدة  يرسل رسالة للصفحة، " وعبارة "هل هرفتم سبب الموضة لديكم" في اشارة لرمز العين داخل الشكل الهرمي التي تمثل الماسونية، والذي مثله الشباب بإظهار سرة البطن عن طريق فتح آخر  "ازرار"القميص، مما يكون نفس مظهر العين داخل المثلث والمعبرة  عن الماسونية وعبادة الشيطان.

وقد لاحظنا تفاعل ليس بالقليل مع هذه الصفحات، ورغبة عدد من الشباب الاشتراك في تلك الصفحات الخطيرة، والذيظهر من خلال تعليقاتهم.


نيتفليكس تعرض الشيطان على هيئة نور وهبط إلى الأرض ليصلحها


والجدير بالاشارة ألى ان كبرى المؤسسات العالمية هي في الواقع يرجع أصول نتمائها للماسوتية،  وعبدة الشيطان وعلى سبيل المثال شبكة نيتفليكس التي قامت بعرض مسلسل " Lucifer" و هو أحد أسماء الشيطان وعلى الرغم من ذلك تحمست الشبكة العالمية لعرضه، وقد ظهر فيه الممثل دنيس هايسبيرت مجسدا شخصية "الإله" في الموسم الخامس وظهر فيه "الشيطان" على هيئة نور في البداية، ثم ظهر كشخص، وصل إلى الأرض ليقوم بحل المشاكل التي ظهرت بين ثلاثة من أبنائه، لتنتهى الحلقة الثامنة من العمل التي طرحت تحت اسم Spoiler Alert، على أن يستكمل الممثل دوره في الجزء القادم من العمل الذى لم تعلن الشبكة عن موعد طرحه بعد الفانتازي Lucifer، الأمر الذي أغضب الكثير من المتابعين للعمل حول العالم. 
 

وقد أثار هذا المسلسل غضب وحفيظة الأمهات حول العالم، وعلى الرغم من ذلك حقق كثيراً من الإيرادات ونسب المشاهدة.