يشرفني بشدة أن أنضم إليكم لتكريم الدكتور العظيم مارتن لوثر كينغ جونيور.
أشكر مركز الملك على هذه الدعوة.
كان عام 2020 عامًا مأساويًا، بحيث تم تعليق حياة ملايين الأشخاص.
وخسرنا ملايين الأرواح من جراء كوفيد-19 وآثاره المدمرة.
لقد دمرت الجائحة سبل عيش ملايين الأشخاص.
تم وضع قيمنا المشتركة على المحك.
لقد كشف الوباء عن أوجه عدم مساواة عميقة الجذور في مجتمعاتنا.
لقد عانى الأشخاص الذين ينتمون إلى أقليات عرقية بشدة، كما عانى غيرهم من الأفراد الضعفاء في مجتمعاتنا.
كما أدى الفيروس إلى انتشار خطاب الكراهية والمعلومات الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
قبل الوباء، واجه العالم بالفعل موجة من خطاب الكراهية والعنصرية وكراهية الأجانب والنازية الجديدة والتفوق الأبيض، فضلاً عن أشكال أخرى من التمييز.
لقد حان الوقت للوحدة والتضامن والرحمة.
توضح قيم الأمم المتحدة للمساواة والكرامة الإنسانية الطريق إلى الأمام.
كما ذكّر الدكتور كينغ العالم في خطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة في عام 1967، على بُعد خطوات قليلة من حيث أقف الآن: "لا سلاممن عدالة، ولا عدالة من دون سلام".
هذا الواقع أكثر أهمية من أي وقت مضى.
بينما نعمل على التعافي من هذا الوباء وبناء عالم أفضل، يجب علينا بناء عقد اجتماعي جديد قائم على الشمول والاستدامة. هذا يعني الاستثمار في التماسك الاجتماعي وتعزيز المساواة وفرص النجاح للجميع.
إن إرث الدكتور مارتن لوثر كينغ، بالإضافة إلى إرث قادة الحقوق المدنية الأمريكيين الأفارقة الآخرين - مثل جون لويس من أتلانتا، عضو الكونغرس الأمريكي الذي كرس نفسه للنضال من أجل المساواة العرقية، أو "المتفائل الذي لا شفاء له من تفاؤله" رالف بانش الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950 عن عمله كوسيط للأمم المتحدة في خلال الصراع الفلسطيني، سيستمر في إلهامنا.
جسّد الدكتور مارتن لوثر كينغ المثل العليا للأمم المتحدة: السلام والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
عاش ومات وهو يدافع عن كرامة الإنسان ويؤمن بالقيمة المتساوية لجميع البشر.
في هذا اليوم الاحتفالي الذي نعيد فيه تأكيد التزامنا بهذه المُثُل، دعونا نستمد بعض القوة من كلمات الدكتور كينغ: "لا يمكن للظلام أن يطرد الظلام، فقط النور يمكنه فعل ذلك. لا يمكن للكراهية طرد الكراهية، وحده الحب قادر على ذلك".
ستواصل الأمم المتحدة دورها كشريك قوي في تنفيذ هذه المهمة الأساسية لعمل مارتن لوثر كينغ جونيور.