×

عبدة الشيطان وجه من وجوه الماسونية والصهيونية

التصنيف: أقلام

2018-09-27  06:35 م  1332

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 

إعداد: المفتي الشيخ أحمد نصار

لقد أقسم إبليس بالله جهْدَ يمينه ألاَّ يَسْلَم مِن كيدِه من بني آدم أحد إلا من كان معتصماً بالله ذكراً وشريعة، وأخبرنا ربنا بذلك ليعظنا ويحذرنا كي نحتاط: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). وأنزل الله تعالى آدم عليه السلام وهبط معه عدوُّه الشيطان الذي لا يَكلُّ ولا يَمَلُّ من إغواء ذريته من بعده، فكان أكثرهم له منقادون، ومعه على طريق المعصية إلى عذاب الله متجهون، يعبدون الشياطين ويتولّونهم، فيتهالكون في دركات الضلال من الوثنية إلى اتَّخاذ الأنداد لله إلى الإباحيّة حتى إعلانهم الشيطانَ إلهاً وأنّه مدبِّر الكون وأن لا شريك له! واتخاذهم كلّ مظاهر الشر شريعة ومنهاجاً.
لقد وُجدت عبادة الشيطان في زمن من كان قبلَنا، ومن عصور ما قبل الميلاد، ولهم جذور في معظم الحضارات الوثنية القديمة، وخاصة لجهة العلاقة بالجنّ والسحر والشعوذة. وقد اتَّخذت تلك التعاليم التي طوّرها اليهود عبر التاريخ، وما خالطها من الشعوذات والطلاسم، والممارسات السحرية عِدَّةَ امتدادات دينيَّة وعِرقيَّة خلال مساراتها التاريخيَّة في الحقبة الفرعونيَّة والفينيقيَّة والتدمُريَّة والسومرية والكلدانية والفارسية. وحتى في القرون الظلامية الأوروبية الوُسْطى حيث ظهرتْ جماعة "فرسان الهيكل" فرسان المعبد الصليبية، وقد اتَّخذتْ من الشيطان إلهاً ومعبوداً، وتزعم أنه يزورها بصورةِ امرأة، وتقوم هذه الجماعةُ بسبِّ المسيح وأمِّه وحوارييه، وتدعو أتباعَها إلى تدنيس كلِّ ما هو مقدَّس، وتعتبر جماعة "فرسان الهيكل" طوراً من أطوار الماسونيَّة العالميَّة، وانتشرتْ هذه الجماعةُ في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتْها الكنيسة، وقامتْ بحَرْق مجموعة من أتباعها، وقتلتْ زعيمها.
لم يبقَ عبدة الشيطان في التاريخ مغمورين، بل هم موجودون في عصرنا اليوم، وتسرَّبوا إلى أمتنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية، وترأست الدعوة الشيطانيَّة في حاضرنا "المنظَّمة الماسونية العالمية"، وتحديداً الذين يطلقون على أنفسهم "النورانيُّون" وهم أعلى مرتبة في الماسون، إلا أنهم لا يُجاهرون بعبادة الشيطان للعامَّة، ولا تجد ماسونياً قد أعلن عن هُويته يجاهر بعبادته للشيطان، غير أنَّ أتباعهم في المراتب الدنيا، أنشؤوا جماعاتٍ صارتْ تجاهر بعبادة الشيطان دون رَبْطها بالماسونيَّة، وقد حظوا على الرعاية السياسية والجمعيات الدولية من منطلق حماية الحريات ورفع العنف والتمييز في المجتمعات وغير ذلك من العناوين الكاذبة والمضللة.
عبدة الشيطان معول من معاول هدْم الاعتقاد بالإله وبالأخص عقيدة التوحيد، ولا يُستهان بأنَّها دعوةٌ شاذَّة، فقد كان لها صدًى في الماضي، وهدَّدتْ كيانَات كثير من الدول. ولا يزعمنَّ قائل أنّهم شرذمة قليلون، فكم من قلَّة صارتْ كثرة، خاصة وأنَّها آفةٌ تصطاد أحداثَ الأسنان والسفهاءَ من الطبقة المُتْرَفة والنافذة، ومن لهم مؤهلات عِلميَّة ووظائف ومناصب ذات سلطة وتأثير، ولهم في الولايات المتحدة الأمريكيَّة وغيرها من دول الغرب جماعات ضَغْط على النظام السياسي، فلا يَمرُّ زمن، حتى يطلع علينا منهم رأسٌ في الدولة، وحينها سنرى الحقيقةَ المرّة. فقد كانت هذه الدعوة موضة التسعينيات للمراهقين في الغرب، ولكنَّهم الآن في العالَم أمسوا مجتمعاً له رسالتهم، ولهم كُتبُهم، ومجلاَّتهم، وفلسفتهم، وموسيقاهم، وطقوس عبادتهم وألبستهم، ونظامهم وجمعياتهم ونواديهم، وشعاراتهم أصبحت ماركات عالمية، وأتباعهم في تزايد، ومعابدُهم كالفطريات تستشري في دول عِدَّة وحتى العربية منها!
ولما كانت الماسونيّة النورانية هي الداعم الأول لنشْر هذه الديانة فقد كوَّنوا جمعياتٍ تابعةٍ للماسونية بشعارات مختلفة وتمويهاً على العامَّة والسلطات في دول عِدَّة، وكلّها تدعو لحرية المعتقد ووحدة الأديان، غير أنَّ المراد من تلك الدعاوي هو نشْرُ التحرُّر من ربقة الأديان واتِّباع الشيطان. وقامت فلسفتهم على أن الإنسان هو صورةُ الكون الأزلي المصغَّرة، ولازم أزليَّة الكَوْن، أزلية الإنسان؛ أي: إنَّه غير قابل للفَناء، وظاهرة موته إنّما هي انتقاله مِن حلقة لأخرى، إذ يتناسخ مِن درجةٍ لأختها، فهو أبديٌّ وقديم؛ أي: لا مَبدأ لنشأتِه، ولا مُنْتهى لمستقبله، فالبشر جميعهم آلهة، وعلى الإنسان التخلُّص مِن خوفه مِن الموت، فهو ليس بالنهاية، لكنَّه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة.
وأما فكرة "الخطيئة" ليستْ إلا بدعاً من الكلام، اختلَقَها الضعفاء، ثم تحوَّلوا لعبيدٍ لها؛ كي يسترضُوا شعورَهم بالضعف. وغاية العبادة والصلاة هي في الوصول إلى "النور"، وذاك ببلوغ حالة النَّشْوَة والكمال، أو الصفاء الذِّهني، وللترقِّي إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى الصاخِبة، والخمورَ والمخدِّرات والعقاقير المشابهة، والممارسات الجِنسيَّة المطلقة. وبلوغ هذه النشوة لهم فيه دهاء كبير، فمن طريق الاجتماع والسماع الجماعي، تتهييج المشاعِر، وتخدّر العقول، ثم تغسْل المعتقدات، وتغرْس المتعفنات.
وأما موسيقاهم التي تعبر عن فِكرهم فهي البلاك ميتال والتي تعتمد على الجِيتار الإليكتروني وسرعة الإيقاع الموسيقي، وتحديداً الطبول، وتمتاز كلماتها بأنها نظم شعري تتحدث عن الظلام والطبيعة والجانب الشرير للإنسان أو قصص أسطورية خرافية، كما وتحوي كلمات معادية للديانات وسب للإله، وتجعل من إبليس الموضوع الأساسي لكلماتها لتوصيل فكرتهم الداعية لعبادته. ومِن أشهر فِرقهم "ديمو بورجير" النروجية، وفرقة "سلاير" الأمريكية، وأشهر مُغنيهم يُدْعى "مارلين مانسون"، الذي يخرج أغانيه بأسلوب فلسفي يُثير غرائزَ الشباب، ويدعوهم للإعجاب بهذا الفِكر. ومن أشهر كتّابهم: "لورانس بازدر". وأشهر المدن التي يتواجدون فيها بكثرة: تورينو في إيطاليا، وبولسوفر في بريطانيا، وفورت توماس بولاية كنتاكي الأمريكية، وتوليدو في ولاية أوهايو الأمريكية، وبلدتي أميتفيل وسانت جيمس في نيويورك، وسان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وفيكتوريا في مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، ومدينة لالش اليزيدية في العراق، كما ولم تعد عاصمة من عواصم الدول العربية إلا وفيها مكان مرخص يجتمع فيه عبدة الشيطان مثل بيروت والقاهرة والجزائر وتونس والدار البيضاء...
وأما الإشارات والرموز التي يتميّز بها عَبَدة الشيطان وانتشارها يعتبر تسهلا للإقتناع بأفكارهم فمنها: الوَشْم بكل صوره وخصوصاً ماكان على أشكال تعبّر عن الشياطين، ومنها النجمة السُّداسية، ورقم 666، وهو رقم الشيطان عندهم، ورسومات مفزِعة ترمز للعُنْف والرعب، كالجمجمة والعظمتين، ورسْم الحيوانات الخياليَّة، ورسوم جِنسيَّة، وكلمات بذيئة. وقصَّات الشَّعْر الغريبة مع الوشْم على الرأس، أو وضْع شعارات معينة. ووضع الفصوص والأقراط والسلاسل والأساور والقلادات والخلاخيل ذات أشكال معيَّنة يرتدونها على كامل الجِسْم أو بعضه، كالشفاه والرقبة، والأنف، والأيدي، والبطن، بل وحتى الأعضاء التناسليَّة، ولهم في ذاك معتقد خرْق المألوف، ورفض كل ما له علاقة بالقِيَم، أو الأخلاق، أو الدين، وصولاً إلى المازوشية وهي التلذَّذ بالألم؛ ومن ذلك أيضاً؛ ثقب الآذان وتوسيعها، وثقب الأنوف، وإلْصاق المسامير والحلقات بمناطق مختلفة مِن الجسد.
ويطلقون تعاليم ووصاياهم فيقولون: أطلِقِ العِنانَ لأهوائك، وانغمس في اللذَّة. اتبع الشيطان، فهو لن يأمرَك إلاَّ بما يؤكِّد ذاتك، ويجعل وجودَك وجوداً حيويّاً. الشيطان يمثِّل الحكمة والحيوية غير المشوهة، وغير الملوثة، فلا تخدعْ نفسك بأفكار زائفة، سرابية الهدف. أفكار الشيطان محسوسةٌ ملموسة، ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل بالنفس والجِسم فِعلَ الترياق، والعمل بها فيه الشفاءُ لكلِّ أمراض النفس. لا يَنبغي أن تتورَّط في الحُبِّ، فالحبُّ ضعْف، وتخاذل وتهافت. الشيطان يمثِّل الشفقة لمن يستحقونها، بدلاً من مضيعة الحبِّ للآخرين، وجاحدي الجميل. انتزعْ حقوقَك من الآخرين، ومَن يضربك على خدِّك، فاضربْه بجميع يديك على جسمه كلِّه. لا تحبَّ جارَك، وإنما عامله كآحاد الناس العاديِّين. لا تتزوَّج، ولا تُنجب، وتخلَّص من أن تكون وسيلةً بيولوجية للحياة، وللاستمرار فيها، وكن لنفْسك فقط.
ويمكنك أن ترى من خلال هذه التعاليم والوصايا أنها منطلق جماعات ودعاة الشذوذ الجنسي، ودعاة قوانين الزواج المدني في العالم العربي، ودعاة الحريات والاختلاط ورفع العنف والتمييز عن المرأة ووحدة الأديان ونشر ثقافة الجندر ومؤتمر السكان ... وغيرها من الدعوات التي تنادي بها مؤسسات المجتمع الدولي لإلزام مجتمعاتنا بها، ويلتزم بها غالب السياسيين كمنهجية فكرية وتربوية واجتماعية..، وتلتزم بها المنظمات والنوادي الاجتماعية الماسونية ومنها الروتاري والليونز... واستخدمت القنوات الفضائية فهذه خاصة بالوشوم وتلك بالموسيقى الصاخبة وهذه بالبرامج الحوارية حول الحرية المطلقة وحرية الاختيار والتديّن وثقافة الجندر وغيرها. وكانت الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية من أقوى سائلهم في نشر أفكارهم ورموزهم وأشكالهم، وألبستها معاني واحساسات وثقافة كاذبة لتقنع الجمهور بها وتُسهل فعلها وانتشارها، وجعلت المشاهير من المطربين والفنانيين والممثلين قدوة للأجيال في كل ذلك أنها سمة للتمدن والحضارة والحرية.
وأما طقوس عبادتهم فمنها: التأمل؛ فرديًّا أو جماعيًّا، مع إضاءة خافتة، أو على ضوء الشموع مع البخور وذلك لإضفاء نوْع من الخشوع على المتعبدين. والقداس الأسود الذي يُتهكَّم فيه على الله تعالى وعلى أهل الأديان، ويتعاطون خلاله مختلف العقاقير المخدرة، ويمارسون كلَّ أنواع الفُحْش الشاذ.
ويبيحون أكل أدمغة الحيوانات الحيّة والأجنة البشرية، وما غلاء ثمنها إلا جزءاً من نشر الترغيب بهذ الانحراف. كما يرون من الطقوس التعبدية للشيطان نبش القبور والعَبَث بالجُثث، والرقص عليها، وممارسة الجِنس مع الجُثث الحديثة الدفن منها، وإشعال النيران وَسْطَ حلقة مستديرة في وَسَطِها نجمة خُماسية، والرقص على أنغام موسيقاهم الصاخبة حولها، بعدَ تعاطي المخدرات والسُّكْر الشديد التي تجعل أشكالَهم تبدو بصورة غريبة وفظيعة.
ومن طقوسهم استحضار شياطين الجن في غرفة مظلمة، مرسوم على جُدرانها رموزٌ شيطانية، وممارسة الصلاة للشيطان ليلاً؛ لاعتقادهم أنَّ الشيطان لا يقبل الترانيمَ مع ظهور أول ضوء. وذبح الحيوانات كالقطط والكلاب إذ يُطلب خاصة من الأتباع الجُدد والأطفال طعنها وإخراج دمائِها وأحشائها وشُرْب دمائها، وتلطيخ أيديهم ووجوههم بها. ويبدؤون طقوسَهم بالرقص، ثم يخلع الجميعُ ملابسَهم، ويقدمون الأضحية وسط الراقصين؛ لتذبحَ ويُشرب دمها وتنشر أشلاؤها.
وشرب الدماء باعتقادهم أنها تنقل الطاقَّة الرُّوحيَّة لحياة صاحب الدم نحوَ الشارب لدمه، وهذا الطقس يشمل دماءَ البشر والحيوانات على السواء، غير أنَّ دماء الأطفال هي المفضَّلة كأعلى القُربان للشيطان. وأكل لحوم البشر لاعتقادهم بتناسُخ القُوَى الرُّوحية، وانتقالها من المأكول إلى الآكِل، كأكْل قلوب الضحايا وهم أحياء أمامَ ناظريهم، فسخ أشلاء المولود الجديد لأكْله تقرُّباً للشيطان.
ومن طقوسهم حجرة التعذيب لللاستمتاع بالألم، والاغتسال بالدماء، وممارسة كافة الممارسات الجِنسيَّة الشاذَّة. كما أنهم يسحقون العظام التي تأخذ من جثث البشر أو الحيوانات ليتمَّ تحويلها إلى مادة أولية لصناعة أواني يستعملونها في طقوسهم، ويحتفظون أحيانًا بالجماجم؛ ليشربوا فيها الدم.
ولعلك شاهدت كل هذه الشعارات والطقوس والممارسات في الأفلام السينمائية على أنواعها وكثرتها سواء المتعلقة بمصاصي الدماء أو أكلة لحوم البشر أو محبة القتل وإراقة الدماء، وكلها يكثر فيها الممارسات الجنسية، ناهيك عن الأفلام المتخصصة في الإباحية، وكذلك منها الأفلام الخيالية التي تستقطب مختلف الأعمار وتتناول حروب الشيطان ضد الخير وطرق ظهوره وقوته وقوة أتباعه واستصغار قدرة الإله الذي يحتاج لأبطال خارقين لإنقاذه وإنقاذ عباده وغير ذلك مما يدعو ويسهل اعتناق أفكارهم.
إن من أهم أسباب انتشار ظاهرة عبادة الشيطان في عالمنا العربي يرجع إلى سياسة تجفيف المنابِع، والمقصود بها إغلاق مضخات المال عن الأعمال والأنشطة الدعوية والجهادية المواجهة للعدو الصهيوني، هذا العدو الذي هو الداعم والناشر الأول لعبدة الشيطان وأفكارهم وصفاتهم، والتي ازداد أُوارها بعدَ عملية السلام مع العدو الصِّهْيَوني، حيث انبثق عنها ما يُعرف بعمليات تطبيع العلاقات مع الصهاينة، والتي استتبعتْ غربلةَ المناهج الدراسيَّة، وإجراءَ كثير من التعديلات، والحذف لصالِح هذا التوجُّه، فضلاً عمَّا هو موجود أساساً، من تحجيم لمواد التربية الإسلامية.
ولاشك أن اعتماد العدو الصهيوني نشر شعاراته وأساطيره وأفكاره ومنها عبادة الشيطان وإثارة نزوات الشباب من الجِنسَيْن، وإشغالهم بالفِكر الهابط الرديء، والأغاني الماجِنة، والأفلام الخليعة، وعلى كافة وسائل الإعلام التي يسيطر عليها عالمياً، كما والترويج للكُتَّاب اليساريِّين والعلمانيين واللادينيين والأفكار المنحرِفة في المجتمعات الإسلامية، يمثل رأس الحربة في مواجهة المقاومين والمرابطين.
وإن ضعف أو انعدام التوجيه للأجيال، وسوء استغلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من أسباب انتشار هذه الظاهرة الشاذة، وخاصة وأن شبكة الإنترنت هي الوسيلة الأهم لنَشْر أفكارهم، والتواصُل بيْن الأتباع، ولهم على هذه الشبكة آلاف العناوين.
ولا شك أن السياسة الأمنية المتطرِّفة، حيالَ الاتجاهات الإسلامية، والتي لا تُفرِّق بين صالح وطالح، ولا بيْن معتدلٍ وغالٍ، وتحجيم التوعيّة الإسلامية لا سيَّما في الجامعات والنوادي والمراكز التربوية، وحصر خطاب غالب العلماء والدُّعاة بالخطاب السياسي والطائفي، وشلّ دور المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية من خلال ايصال عملاء أو جهلة على رأسها، أو عدم السماح لها بممارسة دورها، إضافة إلى الحياة المترَفة والمتفلتة، التي تعيشها أُسَرُ أكثر هؤلاء الشباب، وشيوع التبرُّج والسفور، والاختلاط بيْن الجِنسَيْن، وترْك مسؤولية تربية الأبناء للخَدَم، أو للمدارس الداخلية، والتي عادةً ما تكون أجنبيةَ الولاء، وكذلك المدارس المختلطة بين الجِنسَيْن، وبخاصَّة الجامعات، وتسهيل الفاحشة والمخدرات بينهم... كلها أسباب لتسهيل انتشار هذه الظاهرة.
إن الوقوف في وجه الماسونية وأفراخها ومنها عبدة الشيطان واجب ويستلزم علينا مواجهة الأسباب السالفة الذكر والتي تؤدي إلى انتشارها، ولا يمكن لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتقاعس عن مسؤولياته تجاه نفسه وعائلته ومجتمعه ودينه، وإلا فإنّ العاقبة في الدنيا والآخرة غير حميدة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا